مرحبًا بكم إلى مقالنا الأول من سلسلة الحياة البرية. سنتحدث في هذه السلسلة عن حقائق شيقة حول الحيوانات المهددة بالانقراض وما يمكننا فعله للحفاظ على مجموعاتها. وسنتحدث في هذه النسخة عن عن مقتات الفواكه الرائع: الفيل.
عند هذه النقطة، ربما تكون قد شاهدت بعض الأفلام الوثائقية على التلفاز، أو قرأت في موقع ما عبر الإنترنت عما يحدث للفيلة البرية حول العالم. بمَ شعرت عند قراءة هذا الموضوع؟ إذا شعرت بالحزن أو القلق تجاههم، فنحن نشاطرك الشئ ذاته.
وبالحديث عن المشاعر، هذه الفيلة تتملكها أيضًا أحاسيس وجدانية مثلنا تمامًا. وبسبب وعيهم المعقد، تستطيع هذه الحيوانات الشعور بالفرح، والغضب، والتعاطف، وأيضًا الحب. وربما تنافسنا هذه الحيوانات في ارتباطها العاطفي بعائلاتها.
في البرية، تعبر الفيلة عن سعادتها وفرحها أثناء تواجدها وسط عائلاتها وأصدقائها، وأثناء ميلاد فيل صغير أو لم الشمل. وأكثر جزء مؤثر في العادات الاجتماعية للفيلة هو عاطفة الأمومة. فسرعان ما تلحق االفيل الأم بصغيرها وتحضره إلى جانبها إذا ما ابتعد عنها كثيرًا. وسوف تساعد صغيرها للوقوف على قدميه، باستخدام خرطومها، وتخطي المصاعب، وحمايته من أشعة الشمس الحارة.
والآن، هل بإمكانك تخيل شعور الفيلة عند فقدان موائلهم وأعضاء من أسرهم نتيجة لطمع الإنسان وإهماله؟ تتذكر الفيلة أحبائها وتحزن عليهم لسنوات عديدة. إليك واحدة من الحقائق عن الفيلة، في حال عدم إدراكك، ستتوقف الفيلة وتبقى صامتة لعدة دقائق عند مرورها بالمكان الذي فقدت فيه أحد أحبائها.
ونحن بالتأكيد لا نريد لها المرور بمثل هذه التجربة. لذلك نحن نبذل قصارى جهدنا لحماية الفيلة السومطرية من خلال تعاوننا مع الحكومة، ومنتدى الحفاظ على الفيلة الإندونيسي (Forum Konservasi Gajah Indonesia) ، ومؤسسة بلانتارا، وغيرها.
في إطار تلك الجهود، نجحنا في إقامة مراكز تغذية داخل مناطق امتيازاتنا وتوسيع نطاقات حركة مراقبة المجموعات، وفوق ذلك كله، شكَّلنا أيضًا فريقًا متخصصًا لإدارة النزاعات بين الإنسان والفيلة من خلال تثقيف المجتمعات المحلية وتسيير دوريات لمكافحة الصيد غير المشروع باتباع أساليب توعوية وغير عنيفة.
ويمكنك المساهمة من خلال تقليص تأثيرك على البيئة، وتعلم المزيد عن جهودنا للحماية هنا, ومساعدتنا في نشر الوعي حول أهمية حماية الحياة البرية بين أصدقائك وعائلتك.
نبِّههم أن هذا الموضوع لا يتعلق فقط بالتعاطف، ولكن أيضًا بمستقبلنا. وكحراس للغابات، تلعب الفيلة دورًا أساسيًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي والصحة في النظام البيئي الذي يعيشون فيه، وهو شئ نحتاجه للأجيال القادمة.
لذلك نحتاج إلى التصرف بسرعة. والحقيقة المحزنة هي استمرار تناقص أعداد الفيلة، وبخاصة الفيلة السومطرية. في عام 2012، أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (IUCN) أن الأنواع الفرعية "مهددة بشدة بالانقراض"، حيث فُقد نصف عددها في جيل واحد فقط.
لذلك لا وقت لدينا لنضيعه، لكننا لسنا بمفردنا، يوجد 7.5 بلايين نسمة على كوكب الأرض. تخيل لو أن كل واحد منا الزم نفسه بالقيام بأبسط الاشياء كل يوم لحماية الحيوانات. فحتى أصغر الاجراءات قد يكون لها تأثيرات مذهلة إذا عملنا جميعًا معًا وبدأنا في أقرب وقت ممكن.
لنبذل قصارى جهدنا آملين لا في شئ إلا الأفضل لهذه المخلوقات الساحرة.