"أطفال اليوم هم قادة الغد، والتعليم سلاح بالغ الأهمية لإعداد النشء للاضطلاع بأدوارهم كقادة للمجتمع في المستقبل." - نيلسون مانديلا, 1990.
كما ألمح القائد الجنوب أفريقي، أن تكون أبًا لا يعني فقط التزامك برفاهية عائلتك، بل أيضًا بإعداد أبنائك للمستقبل؛ ولا نقصد بذلك الاقتصار على تعليمهم في المدارس. ويجب عليك الإجابة عن أسئلتهم البريئة حول أمور قد يطالعونها في التلفاز أو الإنترنت أو في أي وسيلة أخرى، مثل: "ما الأزمة المناخية؟"
الأزمة المناخية موضوع متداول حاليًا، وقد يصعب شرحه تمامًا للأطفال. لكن سيكون من الأفضل ألا تتجاهل أبدًا ميزة حب الاستطلاع لديهم التي تلعب دورًا مهمًا في تنمية معارفهم. ويتعين عليك في هذا الموضوع خصوصًا أن تحدثهم عن العالم الذي يعيشون فيه؛ فهم جديرون بفهم ما يجري حولهم؛ إذ يشكِّل ذلك مستقبلهم ويوفر ركيزة أساسية لبناء الجيل القادم.
ومع ذلك، سيكون من المفيد أن تحرص على عدم إذكاء شعور الوهن والإحباط في أنفسهم. والتحدث عن الأزمة لا يعني بالضرورة أنك مجبر على الترهيب من التهديدات والمخاطر التي تنطوي عليها، بل يمكنك التأكيد على جوانب أكثر إيجابية: كالجهود التي نبذلها وما يمكن أن نفعله لحماية كوكبنا.
اضرب لأطفالك أمثلة على العادات المراعية للبيئة، مثل: ترشيد استهلاك المياه في الحمامات أو إطفاء المصابيح غير المستخدمة لتوفير الطاقة في المنزل، ثم اشرح لهم أهمية هذه الممارسات في التغلب على الأزمة المناخية. إذا اتبعت هذا الأسلوب، فسيتعلم الأطفال بسرعة، بل وقد ينتهجون ذلك الأسلوب المعيشي في المراحل اللاحقة من حياتهم.
يمكنك أيضًا محاولة شرح الأزمة أثناء ممارسة أنشطة الحياة اليومية. فعلى سبيل المثال: ضع لأطفالك وجبة خفيفة داخل حاوية قابلة لإعادة الاستخدام من المنزل وأخبرهم بأنها ستحد من التلوث الناجم عن العبوات، أو ربما يمكنك أن تحدثهم عن تقليل تلوث الهواء عندما يهمون بالذهاب إلى المدرسة بالدراجة الهوائية.
ويمكن تعزيز تلك الجهود أيضًا بأن تعرض لهم مواضيع مناسبة للأطفال عبر الإنترنت، من بينها على سبيل المثال هذا الموضوع المأخوذ عن مجلة ناشونال جيوغرافيك. وتأكد أيضًا من الإنصات إلى آراء أطفالك حول الأزمة المناخية وساعدهم على طرحها علنًا، فقد يكون طفلك نسخة أخرى من جريتا تونبرج!
وسيظهر بالطبع موضوع جديد كل يوم لنتعمله عن البيئة؛ فاحرص على الإلمام بأحدث المستجدات حتى تكون جاهزًا بالإجابة عندما تتلقى أسئلة جديدة من أطفالك. تابع حساباتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمطالعة كل ما هو جديد من آراء ثاقبة وتجارب ملهمة عبر مدوناتنا الإلكترونية. ولنحرص على بناء غدنا معًا لينعم أطفالنا بمستقبل أفضل!